بينما تستمر الاحتفالات باليوم العالمي لكتاب الطفل, واليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف والنشر, تواصل دنيا الثقافة, للأسبوع الثاني علي التوالي, البحث والتنقيب في دفتر أحوال الكتاب والنشر, وسوق الكتب والاحتمالات التي تطرحها الأزمة الاقتصادية العالمية, وما يمكن أن تحدثه من تأثير علي صناعة الكتاب, وبالتبعية علي الحياة الثقافية, باعتبار أن الكتاب لايزال يمثل حجر الزاوية في البنيان الثقافي الحقيقي لأي مجتمع, وأنه الوسيط الأول لتقديم الإبداع الأدبي والعلمي الجاد, والتعرف والتواصل مع كل الرؤي والأفكار والتجارب الجديدة محليا وعالميا...
وفي الأسبوع الماضي ومن خلال استعراض آراء عدد من النقاد والناشرين والمتخصصين في علمي المكتبات والاقتصاد تكشف لنا العديد من الحقائق المهمة, وربما كان أهمها أن الزيادة الملحوظة في أعداد دور النشر ومقاهي القراءة في مصر لا تعكس في واقع الأمر قفزات حقيقية واسعة في معدل الاقبال علي القراءة في مصر, فرغم أن مشروع القراءة للجميع قد أدي بالفعل لخلق حالة من رواج الكتب بين فئات من المجتمع لم يكن الكتاب قط جزءا من اهتماماتهم, أو ظل بمنأي عنهم بسبب ارتفاع ثمنه, إلا أنه حتي مع التسليم بهذه الحقيقة, كان من الصعوبة بمكان أن تكون العلاقة الشرطية المنطقية لظهور أكثر من ألف دار نشر خلال ثلاثة اعوام مرهونة بدخول هذه الفئة الجديدة من قراء مكتبة الأسرة.
وقد اتضح بالفعل أن عددا كبيرا من تلك الدور ــ التي اطلق عليها عدد من الناشرين دور بئر السلم ــ قد دخل صناعة النشر لمجرد الحصول علي جزء من المعونات الاجنبية, وبالتالي فإن إصداراتهم محدودة ومرهونة باستمرارية هذه المعونات, وبمعني أدق أن حالة الرواج الحالية لا تشي بالمعدلات الحقيقية للقراءة في مصر.
كما اتضح أيضا أنه بالرغم مما اسفرت عنه الأزمة الاقتصادية العالمية من انخفاض في اسعار الورق, أن صناعة الكتاب ستتأثر بها حتما نتيجة لانخفاض الدخل والانتاج وزيادة البطالة, وبالتالي انخفاض الانفاق علي المنتج الثقافي, وبالتالي ستؤثر علي اختيار دور النشر للموضوعات التي تنشرها.
من جانب آخر أتضح أن قضايا الترجمة وتوزيع الكتاب والترويج له وتمويل النص الأول لاتزال قضايا قائمة بالرغم من كل التصريحات والوعود الوردية, فرغم أن عددا كبيرا من دور النشر يؤكد مسئولوه استعدادهم للاتصال بدور النشر الأجنبية والمؤلفين لدفع حقوق الطبع والنشر, وبالتالي ترجمة الكتاب للعربية بشكل قانوني, إلا أن الأمر ــ علي حد تعبير عدد من المترجمين المعروفين ــ مختلف تماما علي أرض الواقع, الأمر الذي اضطر عددا كبير منهم للجوء لترجمة نصوص قديمة لا تندرج تحت بنود نصوص اتفاقيات الملكية الفكرية, هربا من المشكلة والتعطل عن العمل.
وهنا يظل السؤال مطروحا وماذا عن ترجمة الكتب العلمية الجديدة, وهل تظل تحت رحمة أليات السوق وفكرة تحقيق الربح وتغطية تكلفة الطباعة, أو الاعتماد علي النشر بطرق غير شرعية عن طريق دور نشر مجهولة, لمعرفة مجرد شذرات عما يدور حولنا(!!) في نفس السياق نرقب تأثير تكلفة الطباعة والتسويق علي الكاتب لنكتشف علي حد تعبير الكاتبة السورية مريم الملا أنها من أسباب العزوف عن الكتابة, أو كما قال د. حسام عقل في حواره مع دنيا الثقافة في الأسبوع الماضي إن طابورا من المبدعين تأجل ظهورهم في المشهد الشعري والقصصي بسبب عجزهم عن تمويل نشر النص الأول... والحقيقة أن هاتين المقولتين, وغيرهما من ردود الافعال التي تلقيناها حول هذه القضية تجعل إعادة النظر في علاقة المؤلف بدور النشر وتحديد مهمة دور النشر, وكل طرف من أطراف العملية الابداعية قضية تستحق التفكير للوصول لحلول عملية... فهل تكون فكرة الوكيل الأدبي الذي يمثل حلقة الوصل بين المبدع ودور النشر والتسويق والدعاية, وبالتالي التنسيق بين كل الحلقات المسئولة عن المنتج الإبداعي, هي الحل؟ أم أن الحل يكمن في وضع صيغ جديدة تحدد مهام كل طرف وترفع عن كاهل المؤلف عبء عمليات التمويل والتسويق والترويج لكتابه وتحدد للناشر مهمة واحدة تتلخص في نشر النصوص الجيدة مع ترك عمليات التسويق والترويج, لجهات متخصصة؟!
افكار وأسئلة نطرحها علي مائدة البحث والمناقشة مع احتفالنا بالكتاب, الذي نستكمله اليوم من خلال بحث أحوال تزوير الكتب وشارع من شوارع الكتب في مصر لنستطلع جوانب أخري في حكايات عالم الكتب والنشر في مصرنا.
وفي الأسبوع الماضي ومن خلال استعراض آراء عدد من النقاد والناشرين والمتخصصين في علمي المكتبات والاقتصاد تكشف لنا العديد من الحقائق المهمة, وربما كان أهمها أن الزيادة الملحوظة في أعداد دور النشر ومقاهي القراءة في مصر لا تعكس في واقع الأمر قفزات حقيقية واسعة في معدل الاقبال علي القراءة في مصر, فرغم أن مشروع القراءة للجميع قد أدي بالفعل لخلق حالة من رواج الكتب بين فئات من المجتمع لم يكن الكتاب قط جزءا من اهتماماتهم, أو ظل بمنأي عنهم بسبب ارتفاع ثمنه, إلا أنه حتي مع التسليم بهذه الحقيقة, كان من الصعوبة بمكان أن تكون العلاقة الشرطية المنطقية لظهور أكثر من ألف دار نشر خلال ثلاثة اعوام مرهونة بدخول هذه الفئة الجديدة من قراء مكتبة الأسرة.
وقد اتضح بالفعل أن عددا كبيرا من تلك الدور ــ التي اطلق عليها عدد من الناشرين دور بئر السلم ــ قد دخل صناعة النشر لمجرد الحصول علي جزء من المعونات الاجنبية, وبالتالي فإن إصداراتهم محدودة ومرهونة باستمرارية هذه المعونات, وبمعني أدق أن حالة الرواج الحالية لا تشي بالمعدلات الحقيقية للقراءة في مصر.
كما اتضح أيضا أنه بالرغم مما اسفرت عنه الأزمة الاقتصادية العالمية من انخفاض في اسعار الورق, أن صناعة الكتاب ستتأثر بها حتما نتيجة لانخفاض الدخل والانتاج وزيادة البطالة, وبالتالي انخفاض الانفاق علي المنتج الثقافي, وبالتالي ستؤثر علي اختيار دور النشر للموضوعات التي تنشرها.
من جانب آخر أتضح أن قضايا الترجمة وتوزيع الكتاب والترويج له وتمويل النص الأول لاتزال قضايا قائمة بالرغم من كل التصريحات والوعود الوردية, فرغم أن عددا كبيرا من دور النشر يؤكد مسئولوه استعدادهم للاتصال بدور النشر الأجنبية والمؤلفين لدفع حقوق الطبع والنشر, وبالتالي ترجمة الكتاب للعربية بشكل قانوني, إلا أن الأمر ــ علي حد تعبير عدد من المترجمين المعروفين ــ مختلف تماما علي أرض الواقع, الأمر الذي اضطر عددا كبير منهم للجوء لترجمة نصوص قديمة لا تندرج تحت بنود نصوص اتفاقيات الملكية الفكرية, هربا من المشكلة والتعطل عن العمل.
وهنا يظل السؤال مطروحا وماذا عن ترجمة الكتب العلمية الجديدة, وهل تظل تحت رحمة أليات السوق وفكرة تحقيق الربح وتغطية تكلفة الطباعة, أو الاعتماد علي النشر بطرق غير شرعية عن طريق دور نشر مجهولة, لمعرفة مجرد شذرات عما يدور حولنا(!!) في نفس السياق نرقب تأثير تكلفة الطباعة والتسويق علي الكاتب لنكتشف علي حد تعبير الكاتبة السورية مريم الملا أنها من أسباب العزوف عن الكتابة, أو كما قال د. حسام عقل في حواره مع دنيا الثقافة في الأسبوع الماضي إن طابورا من المبدعين تأجل ظهورهم في المشهد الشعري والقصصي بسبب عجزهم عن تمويل نشر النص الأول... والحقيقة أن هاتين المقولتين, وغيرهما من ردود الافعال التي تلقيناها حول هذه القضية تجعل إعادة النظر في علاقة المؤلف بدور النشر وتحديد مهمة دور النشر, وكل طرف من أطراف العملية الابداعية قضية تستحق التفكير للوصول لحلول عملية... فهل تكون فكرة الوكيل الأدبي الذي يمثل حلقة الوصل بين المبدع ودور النشر والتسويق والدعاية, وبالتالي التنسيق بين كل الحلقات المسئولة عن المنتج الإبداعي, هي الحل؟ أم أن الحل يكمن في وضع صيغ جديدة تحدد مهام كل طرف وترفع عن كاهل المؤلف عبء عمليات التمويل والتسويق والترويج لكتابه وتحدد للناشر مهمة واحدة تتلخص في نشر النصوص الجيدة مع ترك عمليات التسويق والترويج, لجهات متخصصة؟!
افكار وأسئلة نطرحها علي مائدة البحث والمناقشة مع احتفالنا بالكتاب, الذي نستكمله اليوم من خلال بحث أحوال تزوير الكتب وشارع من شوارع الكتب في مصر لنستطلع جوانب أخري في حكايات عالم الكتب والنشر في مصرنا.
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:18 am من طرف Admin
» حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه السلام
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:11 am من طرف Admin
» كل عام وانت بخير
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:08 am من طرف Admin
» من فتنةالدجال
الأربعاء مارس 03, 2010 1:42 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» ثواب من صلى ركعتين بعد الوضوء !!
الأربعاء مارس 03, 2010 1:28 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» •°• هـل تـريـد بـيـتـاً فـي الـجـنـة ؟ •°•
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:27 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» صفات يحبها الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:25 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» لماذا الغراب بالذات يعلمنا كيف ندفن موتانا!.. سبحان الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:24 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:20 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى