الخنساء بنت عمرو أم الشهداء
--------------------------------------------------------------------------------
بعد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية سألت الخنساء بنت عمرو عن أبنائها الأربعة، فقالوا لها كتبت لهم الشهادة.
وكان ردها كلمات مضيئة عاشت على جبين الأيام، تضيء الطريق للمؤمنين في كل مكان.
وفي الليلة السابقة على المعركة قدمت لأبنائها وصية خالدة تؤكد صدق إيمانها وقوة بيانها.
أكدت لهم أنهم من اصل طيب كريم وينتظرهم عمل كبير عظيم، من شأنه رفع لواء الإسلام ونشر دعوة الحق، أما الجزاء فمن جنس العمل إما النصر أو الشهادة.
هي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية، تكنى بأم عمرو ولقبها “الخنساء”، والخنساء هي الظبية.
كانت مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، قالوا عنها إنها غلبت فحول الشعراء وأذهلت أهل الفصاحة والبيان ببلاغتها وعبقريتها، اشتهرت في الجاهلية برثائها في أخويها صخر ومعاوية وعاشت 71 عاما.
جاءت مع قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول يعجب ببلاغتها وكذلك عمر بن الخطاب.
جاءت إلى المدينة في موسم الحج في خلافة عمر وكانت ترتدي ملابس الجاهلية فقال لها: هذا ليس من الإسلام، ومن تبكين هلكوا في الجاهلية وهم في النار فأنشدته من شعرها وقالت:
كنت أبكي عليهم من الثأر واليوم أبكي لهم من النار
سألتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن جاءت على عصاها لكبر سنها ترتدي خمارا ممزقا، وصدارا من الشعر: أتلبسين هذا وقد نهى الإسلام عنه؟ فقالت: لم أعلم بنهيه.
فقالت أم المؤمنين عائشة: ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قالت: موت أخي، وأخذت تعدد عليها مآثره وحسن شمائله، وكيف ساعدها في محنتها وشاطرها ماله، بالإضافة إلى شجاعته التي كانت مضرب الأمثال، ووسامته التي فاقت كل التصورات.
كان موت أخويها هو الذي أطلق شرارة موهبتها، فانطلقت تكتب قصائدها ومراثيها، ولما جاء الإسلام تغيرت أحوالها من النقيض إلى النقيض، وأصبحت إنسانة جديدة تؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر.
كانت شاعرة تتقاذفها الأهواء والأحداث، وأصبحت مسلمة مؤمنة تعرف حدود دين الله، وتحرص على تنفيذها بصدق وإخلاص، تركت الشعر إلا قليلا، وقرأت القرآن بكرة وأصيلا، شهدت موقعة القادسية مع المسلمين ضد الفرس في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب مع أبنائها الأربعة.
وحين خرج سعد بن أبي وقاص على رأس جيش الإسلام لبت النداء ودفعت أبناءها إلى الجهاد، وقالت لهم كلمات كتبها المؤرخون بحروف من النور.
جاء الفرس في هذه المعركة بجيش جرار يفوق جيش المسلمين في كل شيء تتقدمه الخيول والأفيال، لكن جند الإسلام لم يترددوا ولم يتقهقروا ولكن أقدموا وتقدموا فزلزلوا الأرض من تحت أقدام أعدائهم، وارتدت عليهم الخيول والأفيال فولوا الأدبار ولاذوا بالفرار.
“يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتقُواْ اللّهَ لَعَلكُمْ تُفْلِحُونَ” (آل عمران: 200)، وأحرز المسلمون النصر المبين في هذه المعركة الفاصلة.
قبل المعركة أوصت الخنساء أولادها بوصيتها الخالدة: “يا بنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها، وحلت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها (جيشها) تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة”.
ولما جاء الصباح تقدموا الصفوف يحركهم إيمانهم وتدفعهم وصيه الأم الصالحة، جاهدوا جهاد الفاتحين الشجعان حتى قتلوا جميعا، فلما بلغها الخبر قالت: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جمعيا في سبيل الله، ونصرة دينه، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”، وجاءت وفاتها في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين سنة 24 ه - 646م.
واصلت المرأة المؤمنة رحلة الحياة زاهدة في متاعها راضية بما قسم الله لها قائمة صائمة قارئة لآيات الذكر الحكيم.
ضربت أعظم الأمثلة في الصبر والتضحية والفداء، ومن يستطيع الصبر كما صبرت، أو يقول كما قالت، أو يحتسب كما احتسبت، أو يفعل كما فعلت.
عندما سمعت منادي الجهاد كانت أول الملبين، وعندما خرج فرسان المسلمين كانت مع أبنائها الأربعة في طليعة الصفوف، لم تلن لها قناة أو يرتجف لها قلب أو يهتز لها يقين.
باتت ليلتها تنصح أبناءها وتدفعهم إلى القتال في سبيل الله دفعا، وفي الصباح استجاب الأبناء البررة إلى دعوة الأم الكريمة المؤمنة، قاتلوا قتال الفرسان وجاهدوا جهاد الشجعان وشاركوا في الفوز بالنصر، وفي نهاية المطاف مع النبيين والصديقين شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
سألت الخنساء عن أبنائها وعرفت مصيرهم، فدعت الله أن تكون معهم في مستقر رحمته، لم تلطم خدا ولا شقت جيبا، لكنها قالت كما يقول المؤمنون الصابرون “إنا لله وإنا إليه راجعون”.!
--------------------------------------------------------------------------------
بعد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية سألت الخنساء بنت عمرو عن أبنائها الأربعة، فقالوا لها كتبت لهم الشهادة.
وكان ردها كلمات مضيئة عاشت على جبين الأيام، تضيء الطريق للمؤمنين في كل مكان.
وفي الليلة السابقة على المعركة قدمت لأبنائها وصية خالدة تؤكد صدق إيمانها وقوة بيانها.
أكدت لهم أنهم من اصل طيب كريم وينتظرهم عمل كبير عظيم، من شأنه رفع لواء الإسلام ونشر دعوة الحق، أما الجزاء فمن جنس العمل إما النصر أو الشهادة.
هي تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية، تكنى بأم عمرو ولقبها “الخنساء”، والخنساء هي الظبية.
كانت مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، قالوا عنها إنها غلبت فحول الشعراء وأذهلت أهل الفصاحة والبيان ببلاغتها وعبقريتها، اشتهرت في الجاهلية برثائها في أخويها صخر ومعاوية وعاشت 71 عاما.
جاءت مع قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول يعجب ببلاغتها وكذلك عمر بن الخطاب.
جاءت إلى المدينة في موسم الحج في خلافة عمر وكانت ترتدي ملابس الجاهلية فقال لها: هذا ليس من الإسلام، ومن تبكين هلكوا في الجاهلية وهم في النار فأنشدته من شعرها وقالت:
كنت أبكي عليهم من الثأر واليوم أبكي لهم من النار
سألتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد أن جاءت على عصاها لكبر سنها ترتدي خمارا ممزقا، وصدارا من الشعر: أتلبسين هذا وقد نهى الإسلام عنه؟ فقالت: لم أعلم بنهيه.
فقالت أم المؤمنين عائشة: ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قالت: موت أخي، وأخذت تعدد عليها مآثره وحسن شمائله، وكيف ساعدها في محنتها وشاطرها ماله، بالإضافة إلى شجاعته التي كانت مضرب الأمثال، ووسامته التي فاقت كل التصورات.
كان موت أخويها هو الذي أطلق شرارة موهبتها، فانطلقت تكتب قصائدها ومراثيها، ولما جاء الإسلام تغيرت أحوالها من النقيض إلى النقيض، وأصبحت إنسانة جديدة تؤمن بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر.
كانت شاعرة تتقاذفها الأهواء والأحداث، وأصبحت مسلمة مؤمنة تعرف حدود دين الله، وتحرص على تنفيذها بصدق وإخلاص، تركت الشعر إلا قليلا، وقرأت القرآن بكرة وأصيلا، شهدت موقعة القادسية مع المسلمين ضد الفرس في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب مع أبنائها الأربعة.
وحين خرج سعد بن أبي وقاص على رأس جيش الإسلام لبت النداء ودفعت أبناءها إلى الجهاد، وقالت لهم كلمات كتبها المؤرخون بحروف من النور.
جاء الفرس في هذه المعركة بجيش جرار يفوق جيش المسلمين في كل شيء تتقدمه الخيول والأفيال، لكن جند الإسلام لم يترددوا ولم يتقهقروا ولكن أقدموا وتقدموا فزلزلوا الأرض من تحت أقدام أعدائهم، وارتدت عليهم الخيول والأفيال فولوا الأدبار ولاذوا بالفرار.
“يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتقُواْ اللّهَ لَعَلكُمْ تُفْلِحُونَ” (آل عمران: 200)، وأحرز المسلمون النصر المبين في هذه المعركة الفاصلة.
قبل المعركة أوصت الخنساء أولادها بوصيتها الخالدة: “يا بنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها، وحلت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها (جيشها) تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة”.
ولما جاء الصباح تقدموا الصفوف يحركهم إيمانهم وتدفعهم وصيه الأم الصالحة، جاهدوا جهاد الفاتحين الشجعان حتى قتلوا جميعا، فلما بلغها الخبر قالت: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جمعيا في سبيل الله، ونصرة دينه، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”، وجاءت وفاتها في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين سنة 24 ه - 646م.
واصلت المرأة المؤمنة رحلة الحياة زاهدة في متاعها راضية بما قسم الله لها قائمة صائمة قارئة لآيات الذكر الحكيم.
ضربت أعظم الأمثلة في الصبر والتضحية والفداء، ومن يستطيع الصبر كما صبرت، أو يقول كما قالت، أو يحتسب كما احتسبت، أو يفعل كما فعلت.
عندما سمعت منادي الجهاد كانت أول الملبين، وعندما خرج فرسان المسلمين كانت مع أبنائها الأربعة في طليعة الصفوف، لم تلن لها قناة أو يرتجف لها قلب أو يهتز لها يقين.
باتت ليلتها تنصح أبناءها وتدفعهم إلى القتال في سبيل الله دفعا، وفي الصباح استجاب الأبناء البررة إلى دعوة الأم الكريمة المؤمنة، قاتلوا قتال الفرسان وجاهدوا جهاد الشجعان وشاركوا في الفوز بالنصر، وفي نهاية المطاف مع النبيين والصديقين شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
سألت الخنساء عن أبنائها وعرفت مصيرهم، فدعت الله أن تكون معهم في مستقر رحمته، لم تلطم خدا ولا شقت جيبا، لكنها قالت كما يقول المؤمنون الصابرون “إنا لله وإنا إليه راجعون”.!
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:18 am من طرف Admin
» حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه السلام
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:11 am من طرف Admin
» كل عام وانت بخير
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:08 am من طرف Admin
» من فتنةالدجال
الأربعاء مارس 03, 2010 1:42 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» ثواب من صلى ركعتين بعد الوضوء !!
الأربعاء مارس 03, 2010 1:28 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» •°• هـل تـريـد بـيـتـاً فـي الـجـنـة ؟ •°•
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:27 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» صفات يحبها الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:25 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» لماذا الغراب بالذات يعلمنا كيف ندفن موتانا!.. سبحان الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:24 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:20 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى