حق الجوار في الإسلام
بقلم: صالح أحمد الطنوبي
أمر رب العزة والجلال في محكم التنزيل بالإحسان إلى الجار.. فقال: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم (الآية 36- النساء).
ولقد بلغت منزلة الجار في نظر الإسلام درجة جعلت جبريل -عليه السلام- يكثر في وصيته منه، حتى ظن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الجار سيرث جاره!
روي عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". (متفق عليه).
وأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المنزلة في حجة الوداع.. فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: أوصيكم بالجار حتى أكثر، فقلت: إنه يورثه" (رواه الطبراني).
وجعلت الشريعة الإسلامية الإحسان إلى الجار، والتنزه عن أذاه، علامة من علامات الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت" (متفق عليه). وفي رواية للبخاري: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره".
والإحسان إلى الجار شعور طيب عميق متأصل في وجدان المسلم الصّادق.. قال -صلى الله عليه وسلم-: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لجاره" (رواه الترمذي).
والجار الصالح يعد في الإسلام ركناً من أركان السعادة في حياة المسلم.. يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيّ" (رواه أحمد والحاكم).
وأولى الجيران في الإحسان هو الأقرب فالأقرب.. فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يارسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً" (رواه البخاري) ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راعى نفسية الجار الأقرب؛ لما يكون بينهما عادةً من احتكاك وتعامل واتصالٍ مستمر.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " يا أبا ذرٍ، إذا طبخت مرقةً فأكثرْ ماءها، وتعاهد جيرانك" (رواه مسلم).
وفي رواية: "إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف" (رواه مسلم).
وفي حديث جابر -رضي الله عنه-: "لا تؤذ جارك بقتار قِدْرك" (أي بريح قِدْرك)
والمسلم الحق اليقظ ضميره لا يحتمل أن يكون جاره في عسر وعنت.. قال -صلى الله عليه وسلم- : "ما آمن بي من بات شعبان، وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم" (رواه الطبراني والبزار).
وحق الجار في كل زمان.. جاء في الأثر عن جابر- رضي الله عنه- وغيره من صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن بعضهم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم: ما حق الجار؟ قال: "إن مرض عُدتَّه، وإن مات شيَّعته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار ريح قدرك، إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده". (رواه الطبراني).
وليبتعد المسلم عن الخصام والتشاحن والكيد بين الجيران، لأن ذلك يحبط ويطيح بالإيمان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والله لايؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: من يا رسول الله؟ وقال: " الذي لا يأمن جاره بوائقه" (والبوائق: الغوائل والشرور) (متفق عليه).
وحذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مخاصمة الجيران.. "أول خصمين يوم القيامة جاران" (رواه الطبراني).
وبين الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- شأن الجار الكنود الكزّ قليل المعروف في قوله: "كم من جارٍ متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يارب هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه". (أخرجه البخاري).
ما أبعد الفرق بين حضارة الإسلام الإنسانية، التي لم ترض للإنسان أن يتأذى بريح قِدْر جاره المثير لشهوة الطعام، وبين حضارة الغرب المادية التي تهدد ملايين الأنفس بالموت جوعاً!! وما أشقى الإنسانية اللاهثة وراء النظم المادية.
هذه نظرة الإسلام العالية للجار، وتلك تعاليمه الراقية السمحة فيه.. الإسلام الذي يحمل مشعل النور، وبنور الإسلام تستضيء العقول والقلوب، وتفيء الإنسانية إلى الرشد والهداية والأمن والرخاء.
بقلم: صالح أحمد الطنوبي
أمر رب العزة والجلال في محكم التنزيل بالإحسان إلى الجار.. فقال: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم (الآية 36- النساء).
ولقد بلغت منزلة الجار في نظر الإسلام درجة جعلت جبريل -عليه السلام- يكثر في وصيته منه، حتى ظن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الجار سيرث جاره!
روي عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". (متفق عليه).
وأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المنزلة في حجة الوداع.. فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: أوصيكم بالجار حتى أكثر، فقلت: إنه يورثه" (رواه الطبراني).
وجعلت الشريعة الإسلامية الإحسان إلى الجار، والتنزه عن أذاه، علامة من علامات الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت" (متفق عليه). وفي رواية للبخاري: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره".
والإحسان إلى الجار شعور طيب عميق متأصل في وجدان المسلم الصّادق.. قال -صلى الله عليه وسلم-: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لجاره" (رواه الترمذي).
والجار الصالح يعد في الإسلام ركناً من أركان السعادة في حياة المسلم.. يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيّ" (رواه أحمد والحاكم).
وأولى الجيران في الإحسان هو الأقرب فالأقرب.. فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يارسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك باباً" (رواه البخاري) ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راعى نفسية الجار الأقرب؛ لما يكون بينهما عادةً من احتكاك وتعامل واتصالٍ مستمر.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: " يا أبا ذرٍ، إذا طبخت مرقةً فأكثرْ ماءها، وتعاهد جيرانك" (رواه مسلم).
وفي رواية: "إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف" (رواه مسلم).
وفي حديث جابر -رضي الله عنه-: "لا تؤذ جارك بقتار قِدْرك" (أي بريح قِدْرك)
والمسلم الحق اليقظ ضميره لا يحتمل أن يكون جاره في عسر وعنت.. قال -صلى الله عليه وسلم- : "ما آمن بي من بات شعبان، وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم" (رواه الطبراني والبزار).
وحق الجار في كل زمان.. جاء في الأثر عن جابر- رضي الله عنه- وغيره من صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن بعضهم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم: ما حق الجار؟ قال: "إن مرض عُدتَّه، وإن مات شيَّعته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار ريح قدرك، إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده". (رواه الطبراني).
وليبتعد المسلم عن الخصام والتشاحن والكيد بين الجيران، لأن ذلك يحبط ويطيح بالإيمان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والله لايؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: من يا رسول الله؟ وقال: " الذي لا يأمن جاره بوائقه" (والبوائق: الغوائل والشرور) (متفق عليه).
وحذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مخاصمة الجيران.. "أول خصمين يوم القيامة جاران" (رواه الطبراني).
وبين الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- شأن الجار الكنود الكزّ قليل المعروف في قوله: "كم من جارٍ متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يارب هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه". (أخرجه البخاري).
ما أبعد الفرق بين حضارة الإسلام الإنسانية، التي لم ترض للإنسان أن يتأذى بريح قِدْر جاره المثير لشهوة الطعام، وبين حضارة الغرب المادية التي تهدد ملايين الأنفس بالموت جوعاً!! وما أشقى الإنسانية اللاهثة وراء النظم المادية.
هذه نظرة الإسلام العالية للجار، وتلك تعاليمه الراقية السمحة فيه.. الإسلام الذي يحمل مشعل النور، وبنور الإسلام تستضيء العقول والقلوب، وتفيء الإنسانية إلى الرشد والهداية والأمن والرخاء.
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:18 am من طرف Admin
» حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه السلام
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:11 am من طرف Admin
» كل عام وانت بخير
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:08 am من طرف Admin
» من فتنةالدجال
الأربعاء مارس 03, 2010 1:42 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» ثواب من صلى ركعتين بعد الوضوء !!
الأربعاء مارس 03, 2010 1:28 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» •°• هـل تـريـد بـيـتـاً فـي الـجـنـة ؟ •°•
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:27 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» صفات يحبها الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:25 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» لماذا الغراب بالذات يعلمنا كيف ندفن موتانا!.. سبحان الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:24 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:20 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى