المرأة قبل الإسلام وبعد الإسلام من أحمد عبدالله البطيشى

المرأة قبل الإسلام :

من الصور المظلمة في ذلك المجتمع الجاهلي فقد كانت تعيش حياة مهينة لا حق لها وعليها فوق طاقتها من الواجبات ومن صور هذا الواقع :

1-انتشر في العرب وأد البنات وهو دفنهن وهن حيات وإن أبقيت أبقيت على هون ومذلة قال تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) [ النحل :85 ، 95 ] وقال ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) [ التكوير: 8,9]

2-كانت المرأة تورث كما يورث المال يخير فيها أبناء زوجها أو أقاربه, من شاء نكحها أو عضلها فمنعها من النكاح قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبواببعض ما آتيتموهن ) }النساء 19{ وقال تعالى ( ولاتنكحوا مانكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) }النساء 22{ .

3-من حيث النظر إليها فينظر إليها نظرة بؤس وتعاسة من حين ولادتها يضيق صدر والدها بها ويسود وجهه قال تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) }النحل58 {

4- أما من جهة حقوقها المالية فلا حق لها في الميراث ولا غيره .




المرأة بعد الإسلام :

جاء الإسلام والمرأة على هذه الحال المخزية فانتشلها من واقعا المنحط وحياتها المشينة إلى ما فيه عزها وتشريفها وتكريمها في جميع شؤون حياتها منذ ولاتها وحتى بعد وفاتها .
ومن صور تكريمها في الإسلام .

1-الإسلام يعتبر البنت من أسباب دخول الجنة , قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يحسن إليهن إلا دخل الجنة )

2-ينهى الإسلام عن التفريق بين الأولاد ويجعل تفضيل بعضهم على بعض ظلما وجورا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها يعني الذكر أدخله الله بها الجنة )

3-الحث على تعليم البنت والمرأة عموما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )

4-مساواة المرأة بالرجل في التكليف والجزاء , قال تعالى ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) النساء 124

5- أعطى الإسلام المرأة الحق في قبول أو رد المتقدم لخطبتها فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تنكح الأيم حتى تستأ مر ولا تنكح البكر حتى تستأذن )

6-أمر بتكريمها ورعايتها من قبل زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال ( خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي )

7- وكذلك إذا أصبحت أما عظم حقها في الإسلام . وأوجب لها من الحقوق ما لا يخطر على نظام بشري قديما أو حديثا فقد جعل الله حقها بعد حقه قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا ) الإسراء23
وكذلك لما كان تعبها أكبر من الأب جعل الإسلام نصيبها من البر أكبر فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أبوك .