كان من عادة العرب في فتوحاتهم، أن يؤسسوا في البلدان التي يفتحونها عواصم جديدة، يختارون مواقعها بكل ما تمكنوا من الدقة، بما يحقق المصلحة للعامة، ولما فتح مصر الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه وكان واحدا من فرسان قريش وأبطالها، أذكي رجال العرب وأشدهم دهاء وحيلة، أسس عمرو مدينة جديدة في سنة ٢١ هجرية في المكان الذي يقع إلي الشمال من حصن بابليون، حيث عسكرت قوات العرب للمرة الأولي، وسماها الفسطاط، وقد حالف الفاتح عمرو بن العاص،
التوفيق في اختياره موقع المدينة جغرافيا وحربيا، فمن الناحية الحربية، تقع الفسطاط عند رأس الدلتا وبالتالي فهي في مأمن من هجمات العدو، كما أنها قريبة من الأراضي الزراعية الغنية، مما يجعل وصول المؤن والإمدادات إليها وقت الحرب للقوات سهلا، كما يحميها من الشرق جبل المقطم، مما يشكل درعا واقية ضد العدو وضد الفيضان والأمر الذي يدل علي بعد نظر عمرو بن العاص، أنه راعي في اختياره لموقع المدينة،
أن يكون لها جانب يمكن أن يتحمل الزيادة مستقبلا وبالتحديد الجهة الشمالية التي بنيت فيها مدينة العسكر والقطائع والقاهرة فيما بعد وما كاد عمرو بن العاص ينتهي من تأسيس مدينته، حتي رفع في وسطها قواعد جامعه العتيق وكانت مساحة المسجد الذي بناه ابن العاص رضي الله عنه في بداية الأمر خمسين ذراعا في ثلاثين ذراعا وكان الطريق يحيط به من كل جهة وله بابان يقابلان داره وبابان في جهته البحرية وكذلك بابان في الجهة الغربية، أما سقفه فكان مطأطأ جدا ولا صحن له فكان إذا جاء الصيف جلس الناس في فناء المسجد من كل ناحية، ويروي الكندي عن يزيد بن أبي الحبيب،
أنه سمع شيوخا ممن حضروا مسجد الفتح، الذي بناه عمرو بن العاص يقولون إنه وقف علي إقامة قبلة المسجد أربعة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم: أبوذر وأبو بصيرة ومحئة بن جزء الزبيدي ونبيه بن صواب، وقيل في رواية أخري ثمانون من الصحابة، منهم الزبير بن العوام، والمقداد وعبادة بن الصامت، أبوالدرداء،
وعقبة بن عامر وفضالة بن عبيد رضي الله عنهم جميعا وقال عبدالله ابن أبي جعفر، أقام محرابنا هذا عبادة بن الصامت ورافع بن مالك وهما نقيبان وقيل إن عمرو بن العاص بعث اثنين يقيمان القبلة وقال لهما قوما إذا انتصفت الشمس فاجعلاها علي حاجبيكما، ولما فعلا كان عمرو بن العاص يمد الحبل، حتي أقيمت قبلة المسجد، وأقام ابن العاص منبرا فأرسل إليه الخليفة عمر بن الخطاب مكتوبا يأمره بكسره قائلا له أما يكفيك أن تقوم قائما والناس جلوس تحت عقبيك فكسره ويروي أنه أعاده بعد وفاة عمر رضي الله عنه وكانت أول زيادة في مساحة المسجد في عهد مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان في ٥٣ هجرية فلما ضاق المسجد بأهله شكوا إلي الوالي مسلمة،
فكتب إلي الخليفة معاوية، فأرسل له أن يزيد في اتساعه من الجهة البحرية والجهة الشرقية ولم تحدث هذه الزيادة من الجانب القبلي أو الغربي، كما دهنه الوالي بالطلاء وزخرفه، ولم يكن مزخرفا في عهد ابن العاص، كما أمر معاوية ببناء منار المسجد، وأمر أن يؤذنوا في وقت واحد وجعل للمسجد أربع صوامع في أركانه الأربعة وكان مسلمة أول من أقام هذه الصوامع وفرشها بالحصر بدلا من الحصاة، وكانت الزيادة الثانية في عهد عبدالعزيز بن مروان ولما أكمله دخله وكان غير مزدحم فأمر بغلق الأبواب علي من فيه ونادي الرجال في المسجد رجلا رجل يقول ألك زوجة فإن قال لا قال زوجوه، أعليك دين،
فإن قال نعم قال اقضوه، أحججت فإن قال لا قال أحجوه واستمر في تلبية حاجات الحضور وتوالت الزيادات في مساحة الجامع من عهد إلي عهد وفي عهد قره بن شريك أمر بعمل محراب أجوف علي غرار المحراب الذي أقامه عمر بن عبدالعزيز في المسجد النبوي ولما أحرقت مدينة الفسطاط في سنة ٥٦٤ هجرية،
خوفا من استيلاء الصليبيين عليها واستمرت النيران مشتعلة ما يزيد علي ٥٠ يوما تهدمت المدينة وأصيب الجامع لكن صلاح الدين أعاد تجديده في عهده أما أهم الإصلاحات فهي التي اقيمت في العهد المملوكي
ولم يسلم الجامع من الهدم والتخريب الذي كانت تقوم به الحملة الفرنسية، إلي أن تم تبييضه وحدثت به بعض الترميمات وأصبح للجامع عدة وظائف غير إقامة الفروض الدينية فيه فكانت تعقد فيه حلقات الدرس وبالتالي فإنه سبق الجامع الأزهر في وظيفة التدريس بأربعة قرون مع الفارق فدروس جامع عمرو تعطي تطوعا لوجه الله أما دروس الجامع الأزهر فتعقد بتكليف من الدولة فهي تؤجر المدرسين والعلماء كما كان من وظائفه أيضا أنه يجلس فيه القضاة
كما كان بيتا للمال ويروي المقريزي: كان من الطبيعي أن يحكي عن جامع عمرو الجامع العتيق وأول جوامع مصر الإسلامية الكثير من القصص والأساطير، كما يتحدث الناس عن أماكن فيه يستجاب فيها الدعاء، فمن الأساطير المتواترة حتي الآن عند العامة والجمهور أنه يوجد علي يسار الداخل من الباب البحري الكبير سد الآن عمودان متجاوران يزعم الناس أنه لا يمكن المرور بينهما إلا لطاهر،
لذلك فإن من دنس بالذنوب والخطايا يقصدونهما بالمرور بينهما ليختبر الإنسان حاله ويزدحمون عليهما بعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان ازدحاما شديدا، وأمام المنبر من الجهة اليسري عمود من الرخام يضربونه بالنعال والعصي بعد فراغهم من الصلاة لزعمهم أنه عصي عن الحضور مع الأعمدة التي أحضرت لبناء الجامع زمن الفتح.
التوفيق في اختياره موقع المدينة جغرافيا وحربيا، فمن الناحية الحربية، تقع الفسطاط عند رأس الدلتا وبالتالي فهي في مأمن من هجمات العدو، كما أنها قريبة من الأراضي الزراعية الغنية، مما يجعل وصول المؤن والإمدادات إليها وقت الحرب للقوات سهلا، كما يحميها من الشرق جبل المقطم، مما يشكل درعا واقية ضد العدو وضد الفيضان والأمر الذي يدل علي بعد نظر عمرو بن العاص، أنه راعي في اختياره لموقع المدينة،
أن يكون لها جانب يمكن أن يتحمل الزيادة مستقبلا وبالتحديد الجهة الشمالية التي بنيت فيها مدينة العسكر والقطائع والقاهرة فيما بعد وما كاد عمرو بن العاص ينتهي من تأسيس مدينته، حتي رفع في وسطها قواعد جامعه العتيق وكانت مساحة المسجد الذي بناه ابن العاص رضي الله عنه في بداية الأمر خمسين ذراعا في ثلاثين ذراعا وكان الطريق يحيط به من كل جهة وله بابان يقابلان داره وبابان في جهته البحرية وكذلك بابان في الجهة الغربية، أما سقفه فكان مطأطأ جدا ولا صحن له فكان إذا جاء الصيف جلس الناس في فناء المسجد من كل ناحية، ويروي الكندي عن يزيد بن أبي الحبيب،
أنه سمع شيوخا ممن حضروا مسجد الفتح، الذي بناه عمرو بن العاص يقولون إنه وقف علي إقامة قبلة المسجد أربعة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم: أبوذر وأبو بصيرة ومحئة بن جزء الزبيدي ونبيه بن صواب، وقيل في رواية أخري ثمانون من الصحابة، منهم الزبير بن العوام، والمقداد وعبادة بن الصامت، أبوالدرداء،
وعقبة بن عامر وفضالة بن عبيد رضي الله عنهم جميعا وقال عبدالله ابن أبي جعفر، أقام محرابنا هذا عبادة بن الصامت ورافع بن مالك وهما نقيبان وقيل إن عمرو بن العاص بعث اثنين يقيمان القبلة وقال لهما قوما إذا انتصفت الشمس فاجعلاها علي حاجبيكما، ولما فعلا كان عمرو بن العاص يمد الحبل، حتي أقيمت قبلة المسجد، وأقام ابن العاص منبرا فأرسل إليه الخليفة عمر بن الخطاب مكتوبا يأمره بكسره قائلا له أما يكفيك أن تقوم قائما والناس جلوس تحت عقبيك فكسره ويروي أنه أعاده بعد وفاة عمر رضي الله عنه وكانت أول زيادة في مساحة المسجد في عهد مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان في ٥٣ هجرية فلما ضاق المسجد بأهله شكوا إلي الوالي مسلمة،
فكتب إلي الخليفة معاوية، فأرسل له أن يزيد في اتساعه من الجهة البحرية والجهة الشرقية ولم تحدث هذه الزيادة من الجانب القبلي أو الغربي، كما دهنه الوالي بالطلاء وزخرفه، ولم يكن مزخرفا في عهد ابن العاص، كما أمر معاوية ببناء منار المسجد، وأمر أن يؤذنوا في وقت واحد وجعل للمسجد أربع صوامع في أركانه الأربعة وكان مسلمة أول من أقام هذه الصوامع وفرشها بالحصر بدلا من الحصاة، وكانت الزيادة الثانية في عهد عبدالعزيز بن مروان ولما أكمله دخله وكان غير مزدحم فأمر بغلق الأبواب علي من فيه ونادي الرجال في المسجد رجلا رجل يقول ألك زوجة فإن قال لا قال زوجوه، أعليك دين،
فإن قال نعم قال اقضوه، أحججت فإن قال لا قال أحجوه واستمر في تلبية حاجات الحضور وتوالت الزيادات في مساحة الجامع من عهد إلي عهد وفي عهد قره بن شريك أمر بعمل محراب أجوف علي غرار المحراب الذي أقامه عمر بن عبدالعزيز في المسجد النبوي ولما أحرقت مدينة الفسطاط في سنة ٥٦٤ هجرية،
خوفا من استيلاء الصليبيين عليها واستمرت النيران مشتعلة ما يزيد علي ٥٠ يوما تهدمت المدينة وأصيب الجامع لكن صلاح الدين أعاد تجديده في عهده أما أهم الإصلاحات فهي التي اقيمت في العهد المملوكي
ولم يسلم الجامع من الهدم والتخريب الذي كانت تقوم به الحملة الفرنسية، إلي أن تم تبييضه وحدثت به بعض الترميمات وأصبح للجامع عدة وظائف غير إقامة الفروض الدينية فيه فكانت تعقد فيه حلقات الدرس وبالتالي فإنه سبق الجامع الأزهر في وظيفة التدريس بأربعة قرون مع الفارق فدروس جامع عمرو تعطي تطوعا لوجه الله أما دروس الجامع الأزهر فتعقد بتكليف من الدولة فهي تؤجر المدرسين والعلماء كما كان من وظائفه أيضا أنه يجلس فيه القضاة
كما كان بيتا للمال ويروي المقريزي: كان من الطبيعي أن يحكي عن جامع عمرو الجامع العتيق وأول جوامع مصر الإسلامية الكثير من القصص والأساطير، كما يتحدث الناس عن أماكن فيه يستجاب فيها الدعاء، فمن الأساطير المتواترة حتي الآن عند العامة والجمهور أنه يوجد علي يسار الداخل من الباب البحري الكبير سد الآن عمودان متجاوران يزعم الناس أنه لا يمكن المرور بينهما إلا لطاهر،
لذلك فإن من دنس بالذنوب والخطايا يقصدونهما بالمرور بينهما ليختبر الإنسان حاله ويزدحمون عليهما بعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان ازدحاما شديدا، وأمام المنبر من الجهة اليسري عمود من الرخام يضربونه بالنعال والعصي بعد فراغهم من الصلاة لزعمهم أنه عصي عن الحضور مع الأعمدة التي أحضرت لبناء الجامع زمن الفتح.
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:18 am من طرف Admin
» حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه السلام
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:11 am من طرف Admin
» كل عام وانت بخير
الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:08 am من طرف Admin
» من فتنةالدجال
الأربعاء مارس 03, 2010 1:42 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» ثواب من صلى ركعتين بعد الوضوء !!
الأربعاء مارس 03, 2010 1:28 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» •°• هـل تـريـد بـيـتـاً فـي الـجـنـة ؟ •°•
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:27 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» صفات يحبها الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:25 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» لماذا الغراب بالذات يعلمنا كيف ندفن موتانا!.. سبحان الله
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:24 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى
» فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الجمعة ديسمبر 11, 2009 12:20 am من طرف أحمد عبدالله البطيشى